• قطاع الطاقة يواجه تحديات كبيرة بسبب الاستهلاك المتنامي محليا

    03/11/2010

    قدّر معدل النمو السنوي بـ 6.4 % .. رئيس «العلوم والتقنية»: قطاع الطاقة يواجه تحديات كبيرة بسبب الاستهلاك المتنامي محليا


     

    أكد الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن قطاع الطاقة وتقنياته يواجه تحديات كبيرة بسبب الاستهلاك المتنامي للكهرباء حيث يقدر معدل النمو السنوي للاستهلاك في المملكة بـ 6.4 في المائة، وهو ما يحتم إيجاد الحلول العلمية العملية لموافاة الطلب المتنامي، مثنيا في هذا الصدد على قرار مجلس الوزراء أمس الأول بتحويل البرنامج الوطني "المؤقت" لإدارة وترشيد الطاقة القائم حالياً في مدينة الملك عبد العزيز إلى مركز وطني دائم في إطار التنظيم الإداري للمدينة يسمى "المركز السعودي لكفاءة الطاقة" يرتبط مباشرة برئيس المدينة.
    ولفت السويل إلى أن أهمية هذا القرار تنبع من أن قطاع الطاقة وتقنياته يحتل مكانة بارزة بالنسبة للمملكة بوصفه المحرك الرئيسي لتطور البلاد ونهضتها الاقتصادية. كما اعتبر أن قرار مجلس الوزراء يعكس حجم الاهتمام والعناية التي أولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين بقطاع الطاقة الذي يعد من المجالات الرئيسية على المستوى العالمي بسبب علاقته وتأثيراته في البيئة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مبينا أن المركز يهدف إلى رفع كفاءة إنتاج الطاقة واستخدام وتوحيد الجهود بين الجهات الحكومية وغير الحكومية في هذا المجال.
    وأبان رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن إدارة وترشيد استهلاك الطاقة تعد من المجالات التقنية ذات الأولوية في برنامج توطين وتطوير تقنيات الطاقة التي تشمل كذلك مجالات توليد الطاقة المتجددة، الطاقة التقليدية، نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، تخزين الطاقة، خلايا الوقود والهيدروجين، والاحتراق، موضحاً أن الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار حددت تقنيات الطاقة ضمن عدد من البرامج والتقنيات الاستراتيجية والمتقدمة ذات الأولوية والأهمية للمملكة.
    وأضاف أن مدينة الملك عبد العزيز استضافت وأدارت البرنامج الوطني لإدارة وترشيد الطاقة منذ ثماني سنوات بمشاركة ومساهمة عدد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية كالشركة السعودية للكهرباء، "أرامكو السعودية"، الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، ووزارات المياه والكهرباء، البترول والثروة المعدنية، الشؤون البلدية والقروية، الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، وكان لدعمهم ومشاركتهم الأثر البالغ في نجاح نشاطات البرنامج.
    ونوه رئيس المدينة بالمنجزات التي حققها البرنامج الوطني لإدارة وترشيد الطاقة والمتمثلة في إنجاز دراسات تدقيق استهلاك الطاقة وأكثر من 40 تدقيقاً سريعاً لعدة منشآت تجارية وصناعية في المملكة، إنجاز عدد من أنشطة التدقيق المفصل في القطاعات المختلفة، وإعداد دليل إرشادي لتدقيق الطاقة في المباني والمصانع.
    كما اهتم البرنامج بنشر التوعية عن رفع كفاءة استهلاك الطاقة من خلال استخدام التقنيات الحديثة لتأسيس نظام إلكتروني معلوماتي يتوافق مع متطلبات أهداف البرنامج ويسهل التعاون فيما بين فرق العمل به وإعداد قواعد بيانات للمهتمين بإدارة وترشيد الطاقة، إضافة إلى دعم دراساتٍ في مجال التوعية. وعني البرنامج بإدارة الأحمال وتعرفة زمن الاستخدام وأنجز عدداً من الدراسات في مجال التعرفة المتغيرة للقطاعين التجاري والصناعي، تعرفة لمعامل القدرة، تعرفة لزمن الاستخدام، ودراسة عن مدة ووقت الذروة لكل منطقة من مناطق المملكة، إضافة إلى القيام بعدة برامج تدريبية في هذا المجال وتشجيع قيام شركات خدمات الطاقة في المملكة واستكشاف الفرص في صناعة خدمات الطاقة. ويأتي هذا التوجه من قبل المملكة ـــ بحسب مراقبين اقتصاديين ـــ في ظل ما تواجهه من تحديات محلية لا بد من تذليلها سعيا للاستفادة القصوى من قطاع الصناعة النفطية في البلاد، والتي من أبرزها استمرار النمط الحالي المرتفع في استهلاك المنتجات النفطية في المملكة مما قد يؤدي إلى التأثير في حجم الصادرات وفي دخل البلاد، وهو الأمر الذي يراه المراقبون يستوجب الشروع في بناء برنامج وطني لترشيد استهلاك الطاقة يُراعي وضع المملكة ومرحلة النمو التي تمر بها، وضرورة الاستخدام الأمثل للطاقة في القطاعات المختلفة بما يعكس التكلفة الحقيقية للموارد النفطية واستمرارها للأجيال القادمة.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية